همسة المساء - هل تتذكرني

همسة المساء - هل تتذكرني...؟!
لا أعلم كم مضي من الوقت علي فراقك.. يوم.. شهر.. سنة.. أو سنين عديدة.. والحقيقة لا أعلم تتعاقب الأيام والليالي ويتعاقب القمر مع الشمس وأيضا يتعاقب الشتاء مع الصيف وكذلك النور مع الظلام وانت لا تأتي والفراق بيننا شاسع شاسع حتي أنني لم أعد أتذكر آخر مرة رأيتك فيها لأنها صارت كالضباب أمام عيوني ولكن أتذكر أنها كانت ليلة حالكة السواد حتي أنني قد نسيت بعد رحيلك معني الحياة..
صرت فقط اسيرة الذكريات رحلت وتركتني وحيدة شريدة في دنيا مليئة بخفافيش الظلام.. ساعة أضع يدي علي وجهي لأتحاشي التصاق هذا الخفاش اللعين به.. وساعة أخري أحمي جسدي وراء جدار من القسوة والشدة المفتعلة لأتحاشي وراء هاتين الصفتين من اقتراب ذاك الخفاش اللزج والذي يحاول بكل الطرق التحرش بي والالتصاق بعفافي وبكبريائي.. إن بعدك عني أثار غرائز بعض البشر من الرجال بالتحرش بي حتي أنني صرت نافرة لكل الرجال خوفاً من وجود أحد من هؤلاء الخفافيش من بينهم..!!
حتي أن صوتي الضعيف من عنف حزني وشجني علي بعادك قد أثارهم بل استهواهم وجعلهم يتربصون بأنوثتي ليلتهمونها.. ولذلك تجدني دائماً يا أحب الناس متحفزة علي الدوام نافرة علي الدوام.. ساخطة علي الدوام.. حتي حدث وأنت بعيد بعيد عني سجاني الذي يسجنني في جب سحيق من المعاناة ومن العجز والذل... هل تعرف أنني لا أتذكر  آخر لقاء كان بيننا.. لقد عبثت بي الأقدار كثيراً ولعبت بي أمواج الحياة الصاخبة بشدة كل ذلك حدث لي بعد آخر لقاء كان بيننا.. ما كنت أعلم أن بعادك عني سيحدث لي كل هذا التوحد والتوغل في معاناة الحياة ومصائب القدر الغاشم جعلني بعدك عني خائفة دائماً تائهة دائماً حزينة دائماً حتي أن الزمان قد قذف بوجهي بأشد حالات المعاناة وشربت كأس ذل غربك عني..
يا تري هل استطيع أن أسألك الآن بعد كل هذا البعاد هل مازلت تتذكر اسمي..؟؟ اعتقد لا. بعد أن كنت تتغني به..!! وأسألك ايضا هل تتذكر لون شعري وملمسه..؟؟ اعتقد لا. بعد أن كنت تتلذذ وأنت تداعبه وترقص ضحكتك حينما كانت تتطاير خصلاته وتلمس عيونك حتي تطرفها فتدمع عيناك وهي فرحة.. وكذلك أسألك هل يا تري تتذكر فرحتي وضحكتي الرنانة الصاخبة حين رؤيتك..؟؟
أنا متأكدة أنك قد نسيتهما تماماً ونسيت ايضا ابتسامتي المشرقة التي كنت تتغني بجمالها وبروعة أسناني وهي تظهر كاللؤلو من بين شفتي.. واسألك ايضا هل تتذكر صوتي ومكالماتي الطويلة لك والتي كنت تحاول بشتي الطرق ألاّ تنهيها..؟؟ ولكني أتذكر في آخر أيام كانت بيننا أنك كنت تستعجل الانتهاء من مكالمتي بل كنت تختصر كل مكالمة في جملتين صغيرتين مكررتين وهما ازي صحتك الآن؟ وكيف حالك؟ وعند هنا تسكت بل يصيبك الخرس حتي أنهي المكالمة..
يا لي من تعيسة من غيرك.. الملل يكاد يقتلني حتي لساني الذي كان يقول لك أحلي الكلمات وفمي الذي كان ينطق بأهازيج العشق لك قد اصيبا بالخرس ايضاً.. تكون الكلمة الحلوة علي لساني ولا أستطيع النطق بها حتي فمي لا ينطق الآن إلا بالشكوي وصوتي لا يغني إلا الآنية والشجن.. واخيراً بعدك قد اصابني في مقتل.. ولذلك أقول لك هل مازلت تتذكرني..؟؟
همسة في أذنك:
سئمت الحقيقة
لأن الحقيقة شيء ثقيل
فأصبحت أهرب للمستحيل
ظلال النهاية في كل شيء
إذا ما عشقنا نخاف الوداع
إذا ما التقينا نخاف الضياع
للشاعر:
فاروق جويدة
مع الأصدقاء
إلي الصديق والقارئ المستديم الدكتور جمال اجزخانة سفنكس.. شكراً لتواصلك الدائم وقراءتك وتحليلك لكل ما أكتب وإلي تواصل دائم..
***
إلي الصديقة الدكتورة سوسن كمال.. كم تفيدني آراؤك كثيراً وأعمل بها وأكتب بعضاً من وحيك لي ودمت لي صديقة واختاً عزيزة وتدوم آراؤك الصائبة..
***
إلي القارئ عبدالعزيز المحمدي من الزقازيق.. كم كان ايميلك رائعاً وأنت تشيد بما أكتب وهكذا يكون التواصل بين القارئ والكاتب وشكراً وإلي تواصل دائم..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Popular Posts

Blog Archive

ِArab Sword Copyright © 2010 Templatemo | Converted into Blogger Template by BtemplateBox.com